غزة: مرضى السرطان يواجهون الموت البطيء

نبض البلد -

الاحتلال يُحارِب فلسطينيي القطاع بمنعهم من الدخول للضفّة للعلاج

نبض البلد ـ وكالات

يكابد مرضى السرطان في قطاع غزة خاصة النساء مشاق ظروف بالغة القسوة حيث باتت الأخطار تتزايد، والموانع تتعاظم أمام حصولهم على الرعاية الصحية المناسبة للنجاة من المرض.

وتشكل القيود المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال على حرية الحركة والتنقل للمرضى في القطاع أحد أبرز الانتهاكات المنظمة التي تهدد حياة المرضى.

ويعتبر السفر خارج القطاع للعلاج الإشعاعي، غير المتوفر في القطاع المحاصر، ضرورة لا غنى عنها، ولكن قيود الاحتلال تستمر سواء برفض منح التصاريح أو المماطلة في الردود، كما تواصل سلطات الاحتلال استغلال المعابر كمصيدة للإيقاع بالفلسطينيين وابتزازهم، حيث تعرض 5 من المرضى والمرافقين للاعتقال خلال العام 2018، وقد أفضت هذه الإجراءات والممارسات إلى وفاة العديد من المرضى، وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة إنه وثق وفاة 45 مريضا من مرضى السرطان منذ العام 2016 ولغاية نهاية العام 2018 بسبب القيود الإسرائيلية.

وكشف تقرير جديد عن أنّ النساء الفلسطينيّات في قطاع غزّة يدفعن من صحّتهن ثمن سياسة الحصار الإسرائيليّ على القطاع.

وقالت جمعيّة أطباء لحقوق الإنسان في بيان امس، على أنّ التقرير يفحص ذلك من خلال ثلاثة معايير: خروج النساء مرضى السرطان للعلاج الطبيّ في "إسرائيل"، منع العلاج الطبيّ عن المرضى بادعاء القرابة العائليّة لنشطاء المقاومة، ومنع العلاج بادعاء وجود أحد الأقرباء في الضفّة الغربيّة دون تصريح.

وتابع البيان الذي اصدرته الجمعية بمناسبة يوم المرأة العالميّ (8 آذار-مارس)، ان التقرير يتأسس على تحليل قضايا مئات المرضى، ممّن توجهوا إلى الجمعيّة في العامين 2017 و 2018، لطلب المساعدة للخروج من غزّة لتلقّي العلاجّ، كذلك يعتمد على تحليل معطيات حصلت عليها الجمعيّة، بموجب قانون حريّة المعلومات، من منسّق عمليّات حكومة الإحتلال في المناطق المحتلّة، حول عدد طلبات التصاريح للعلاج التي رُفِضَت لنساء ورجال من القطاع خلال 2017 و2018.

وأشار إلى أنّ الاستنتاجات الأهّم هي: رفض طلبات مريضات بسبب قرابتهنّ لنشطاء المقاومة ضعف عدد الرجال الذي رُفضوا للسبب ذاته، فقد رُفض الاحتلال 1,875 طلبًا للخروج من غزّة في العاميّن لهذا السبب، من بينهم 608 امرأة، و361 رجلًا.

وشدّدّ التقرير على أنّ النساء مرضى السرطان يتوجّهن لتلقّي مساعدة من أطباء لحقوق الإنسان أكثر من الرجال مرضى السرطان،

بالإضافة إلى ذلك، بحسب اطباء، فإنّ احتمالات الشفاء لمريضات السرطان من غزّة تقل بنسبةٍ جديّةٍ بسبب سياسة الاحتلال.

وأضاف التقرير إنّ النساء تعاني أكثر من الرجال جرّاء سياسة منع العلاج الطبيّ، حيث رُفض في 2017 طلبات من 379 مريض ومريضة (208 نساء و171 رجال) للخروج من القطاع، بادعاء أنّ لهمن قريب يعيش في الضفّة أو في "إسرائيل" بشكلٍ غير قانونيّ.

وشدّدّت الجمعيّة على أنّه منذ كانون ثاني (ديسمبر) وحتّى 23 تشرين أوّل (أكتوبر) 2018، رُفض 433 طلبًا (186 امرأة و247 رجلًا)، لتخوّف الاحتلال من بقاء المريض خارج غزّة بشكلٍ غير قانونيّ.