تهالك الادارة ام تهالك البنية التحتية؟

نبض البلد -
بهدوء
عمر كلاب
في اللحظة التي يرفع الاردنيون, اكفهم بالدعاء الى الله ان يأتيهم بالغيث, ترفع الشوارع والبنية التحتية برقع الستر عن جسدها, لتظهر عورة البنية التحتية, ولأننا دوما محكومون بالصدمة, وعنصر المفاجأة, نبدأ بتكرار ما تجاوزته البشرية منذ عقود, مزاريب, وقلة المناطق الحمراء او البيضاء, القادرة على استيعاب كمية المياه, الساقطة من سماء الرحمة, وطبعا دوما نتفاجأ, بما حدث ويحدث وسيحدث, فالتخطيط الحضري مفقود, ولا احد يستمع للخبراء, بل نستمع الى هواة, ما زالوا يتحدثون عن حالة عدم استقرار جوي, كما قال أستاذ التغير المناخي وخبير التنبؤات الجوية الدكتور قاسم الطراونة, للزميلة عمون.
لنبدأ من حيث انتهى الخبير, بضرورة ان تكون النشرة الجوية صادقة وقائمة على رأي خبراء وليس هواة, باتوا اكثر من عربات بيع الخضار على الطرقات, فأي خطأ في النشرة الجوية له انعكاس كارثي, على الاقتصاد وحياة الناس، فتنبؤ خاطئ بوجود حالة ثلج مثلا يربك الناس ويجعلهم يهرعون لشراء الخبز والمواد, وتعطيل الناس والدوائر الحكومية والجامعات والمدارس، وكذلك في حالة وجود نشرة جوية خاطئة يترتب عليه انعكاس سيء على الاقتصاد الذي نحاول النهوض به, وسبق ان عشنا مثل هذه الحالات ولم نتعلم الدرس, بل ان خبر الطقس بات جاذبا والشاطر من يسبق بمنخفض جوي او ثلجي, لتحقيق مزيد من اللايكات.
كذلك يجب ان نعترف ان الادارات المحلية, لم تقدم المأمول ولا المطلوب منها, ومن يراجع ثقة الشارع الشعبي, بالمنتخبين من الادارات المحلية, يعرف انهم فاقدون للاهلية الادارية, فما حققه المعينون في فترة قصيرة, كشف عورات الادارات المنتخبة, بأكثر مما كشفته مياه الامطار الاخيرة, وتلك قصة تضع كل مشروع الادارة المحلية القادم, امام سؤال مصيري, هل نفتح الباب لمنح المنتخبين سلطة كاملة, على ان يتحمل المواطن مسؤولية صوته؟ ام ان ذلك لن يُخرج الحكومة من مسؤوليتها, وبالتالي يجب الفصل اللازم, بين التنفيذ والتخطيط , فلا يتدخل المنتخب بالتنفيذ؟ لا يجوز ان نبقى في دائرة الدهشة والتبرير, بعد كل شتوة او منخفض.
دعونا نعترف, بأننا اهملنا واسقطنا, ابرز بند في التطور والبناء السليم, واعني المحاسبة والمساءلة, فلا أحد يدفع ثمن الخطأ, فتم استسهال الخطيئة وليس الخطأ فقط, كما اهملنا الكفاءة لصالح الزبائنية, فوقعنا فيما وقعنا فيه, واخيرا لا يوجد لدينا تخطيط متوسط المدى او قصير حتى, فما زالت عمليات الاستعداد لموسم الشتاء ضعيفة وقائمة على الفزعة, وما زلنا محكومون بالتبرير السطحي والسخيف, وستتكرر الحالة, الا اذا وضع رئيس الحكومة واقصد بالضبط الرئيس, القاطرة على السكة, بأن يحاسب بقوة وحزم, وخطواته في ادارة المشهد, تدفع الى ذلك, فالرجل يعمل بسرعة وبثقة, وليس له حسابات ذاتية سوى النجاح, فالادارات المحلية هي بداية النجاح, وهي بدايات الغضب والفشل لا سمح الله.