جلالة الملك صانع الفرص... والمؤسسات شريك الإنجاز: في تفعيل الدبلوماسية الهاشمية لتحقيق المصلحة الوطنية.

نبض البلد -
جلالة الملك صانع الفرص... والمؤسسات شريك الإنجاز: في تفعيل الدبلوماسية الهاشمية لتحقيق المصلحة الوطنية.

د. دانا خليل الشلول 


يُمثل الأردن، برغم محدودية موارده، قوة دبلوماسية ومركز ثقل إقليمي ودولي، حيثُ إن هذا التفوق النوعي والمكانة المرموقة التي تحظى بها المملكة في المحافل الدولية ليست وليدة الصدفة؛ بل هي نتاج مباشر لسمعة عالمية عريقة صقلها وبناها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بأصالته الهاشمية، ومصداقيته التي لا تُساوم، وقيمه ومبادئه السامية على مستوى العالم؛ وهكذا، فإنَّ الزيارات الملكيَّة المكوكيّة التي يقوم بها جلالة العاهل ليست مجرد نشاط دبلوماسي فحسب؛ وإنما هي استثمار استراتيجي في شخص جلالة القائد وعلاقاته، هدفها الأسمى تحقيق المصلحة الوطنية العليا.
فيما أنَّه وبالنظر إلى مجمل الزيارات الملكية الكريمة والاتفاقيات التي تحظى بتوقيع ومصادقة جلالة الملك عليها، يتجلى بوضوح حجم الجهد المضني الذي لا يلين والذي يبذله جلالة الملك المعظم. وحيثما حطّت رِحال جلالته، حظي بأرفع مستويات الحفاوة والتقدير، الأمر الذي يؤكد الثقل النوعي للمملكة الأردنية الهاشمية كصوتٍ عاقلٍ ومؤثّر؛ بالتالي، كل اتفاقية تُوقَّع هي بوابة استثمار، وكل لقاء هو تأكيد لمصداقية جلالة القائد تُترجم إلى فرص ثمينة للأردن؛ إذ إن هذا الحصاد الدبلوماسي الكبير لا يعكس قوة الدولة بمواردها المادية، بل بقوة قيادتها الفذة ومكانة ربّانها.
ولعل الجهد المهول الذي يبذله جلالة الملك عبد الله الثاني في السفر والتفاوض وعقد اللقاءات الدولية يمثل أعلى درجات التفاني والعمل الجاد في سبيل الوطن؛ إلا أنَّ هذا العمل الدؤوب يُلقي بمسؤولية تاريخية جسيمة على عاتق الحكومات والمؤسسات الأردنية.
كما أنَّ هذا التفاني الملكي ليس مجرد التزام بالمسؤولية؛ بل هو جهد استثنائي وشخصي يتحمله جلالته، بما يتضمنه من سفر مضنٍ ومتواصل، حرصاً على اقتناص كل فرصة ممكنة لخدمة الأردن؛ لذلك، يصبح واجب المؤسسات الوطنية هو التناغم السريع والفاعل مع هذه الوتيرة العالية، لضمان أن يُترجم تعب القائد وجهده إلى مكاسب وطنية لا تُؤخَّر ولا تُهدَر، مؤكدين أن القيادة والمؤسسة تعملان كجسد واحد متكامل،
فبمقدار السرعة والفعالية التي يعمل بها جلالته لاقتناص الفرص العالمية، ينبغي أن يكون هناك جهد موازٍ ومضاعف على الأرض. لكن، قد يظهر تحدٍ في وتيرة الاستجابة والتحويل السريع للتفاهمات الملكية إلى خطط عمل فورية ومشاريع منفذة. وفي ذلك، يكون تضييق هذه الفجوة بين سرعة جلالة القائد ومتطلبات التنفيذ يشكل أهم تحدٍ أمام استثمار المنجزات الملكية بالكامل؛ لذا، فإنَّ المطلوب اليوم هو "الاستجابة الفعالة والتناغم السريع" لسرعة جلالة الملك وقدرته الهائلة على البناء على الفرص التي يحققها بشخصه الكريم وعلاقاته الدولية.
وفي ذات السياق، يجب على المؤسسات أن ترفع من وتيرة عملها، وأن تكون مستعدة بخططٍ جاهزة لتتحول الفرصة التي يحققها جلالة العاهل في يوم، إلى مشروع يبدأ تنفيذه في اليوم التالي، حيث يجب أن يدرك الجميع أنَّ عدم المواكبة السريعة في تحويل "الجهد الملكي" إلى "إنجاز وطني" هو تضييع لرأس مال سياسي واقتصادي لا يُعوّض ولا يُقدّر بثمن، ولذلك، فإننا جميعاً من مواقعنا مدعوون لمواكبة هذه السرعة، وأن نكون على قدر المسؤولية لندعم سمعة ومصداقية الأردن التي بناها جلالة القائد بعرقه وجهده العظيم.
وفي النهاية يتضح جليّاً أن جلالة الملك عبد الله الثاني يقود مسيرة الدبلوماسية النشطة بنجاح منقطع النظير، ليؤكد أن الأردن بلد عظيم بقيادته، وفعّال بثقله النوعي، ومن هنا، فإن المجد الذي يحققه جلالته دولياً يفرض علينا واجباً وطنياً لا يقبل التسويف أو التأخير؛ ألا وهو أن نواكب سرعة القائد في اقتناص الفرص، وأن نثبت للعالم أن جلالة الملك يقود دولة مؤسسات قادرة على تحويل الرؤى إلى واقع، والاتفاقيات إلى ازدهار ملموس.