رجال لا يتحدثون عن أنفسهم، أفعالهم هي من تتحدث عنهم .

نبض البلد -

عماد عبدالقادر عمرو

تطالعنا الأخبار بشكل شبه يومي عن عمليات إحباط تهريب مواد مخدّرة، سواء عبر الطائرات المسيّرة أو محاولات تسلّل الأفراد عبر الحدود، أو خلال مداهمات لأوكار تجّار السموم في مختلف محافظات المملكة.

نسمع عن نتائج هذه العمليات، لكننا لا نعرف تفاصيلها ولا حجم الجهد والوقت الذي استنزفته؛ من رصدٍ دقيق، وجمعٍ للمعلومات، ومتابعة على مدار الساعة، بل أحيانًا سفر خارج الحدود واستقاء للمعلومات من مصادرها.

وراء هذه الأخبار مشهد أمني معقّد، فبعض العمليات قد تستمر عامًا كاملًا من العمل المضني للوصول إلى مجرم واحد يعبث بمستقبل شبابنا. رجال المكافحة لا يتحدثون عن حجم المخاطر التي يتعرضون لها، لكن دماء شهداء مديرية مكافحة المخدرات – رحمهم الله – هي أبلغ شاهد على جسامة التضحيات.

هم رجال الظل، لا نعلم متى ينامون، متى يستيقظون، ومتى يجتمعون بأسرهم وأطفالهم. واجبهم مستمر على مدار الساعة، بلا كلل ولا ملل، وبإيمان راسخ برسالتهم.

يحاول البعض أن يصوّرهم بصورة سوداء، لكن الغالبية العظمى من أبناء الوطن تعرف وتقدّر حجم البطولات التي يسطرونها في مواجهة هذه الآفة التي باتت تهديدًا حقيقيًا للأردن وأبنائه.

رجال المكافحة لا ينتظرون شكرًا ولا مديحًا، بل ينتظرون منا وعيًا ومسؤولية في مواجهة المخدرات القاتلة وآثارها المدمرة على أبنائنا.

إنها حرب لم تعد تجارة، بل جريمة منظمة تستهدف شباب الأردن، وتُدار من دول وعصابات دولية حاقدة.

واليوم، حين تطالعنا الأخبار بإلقاء القبض على مجموعة من تجّار السم المرتبطين بعصابات دولية، يحق لنا أن نفخر ونعتز ببطولاتهم.

حفظكم الله وأيدكم وسدّد خطاكم في مهمّتكم النبيلة يا أبطال، قلوبنا معكم ودعاؤنا لكم ولجميع أجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي في كل صلاة.

دمتم رمزًا للتضحية والعطاء .