نبض البلد - ناقشت ندوة "الذاكرة الوطنية.. رسالة الأجيال" التي أقيمت مساء أمس السبت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2025 الذي يقيمه اتحاد الناشرين، أهمية الذاكرة الجمعية في بناء الهوية ومواجهة تحديات العولمة الرقمية وصراع السرديات.
وشارك في الندوة العين الدكتور زهير أبوفارس، والمؤرخة والدكتورة هند أبوالشعر، وإدارة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور فراس الضرابعة.
وأكدت الدكتورة أبو الشعر في مداخلتها أن الأمة بلا ذاكرة هي أمة مهزومة وهزيلة، مشددة على أن الذاكرة الوطنية هي الأساس الذي يجمعنا ويشكل هويتنا، وأن الذاكرة الجمعية يجب أن تحترم التعددية، وهي لا تعني الإقصاء بل تتسع لجميع مكونات المجتمع.
وحذرت من أننا نعيش حالياً صراع سرديات وذاكرة، لا سيما بين السردية الصهيونية والسردية الفلسطينية العربية القائمة على تاريخ فلسطين، مؤكدة على ضرورة التمسك بهوية المكان الفلسطيني وإعطاء الذاكرة الجمعية أهمية كبيرة
من جانبه، أكد الدكتور أبو فارس أن الشباب هم حملة الذاكرة الوطنية، وهم صلة الوصل بين الماضي والمستقبل، مشيرا إلى أن الذاكرة الوطنية والهويات في صراع وجودي مع العولمة، التي تسعى لـ "تخريب الذاكرة" واستبدالها بمفهوم "الإنسان العالمي".
واقترح أربعة مجالات حيوية لتعزيز دور الشباب في الذاكرة الوطنية ومواجهة "ثقافات التغريب"، وهي التحديث السياسي عبر تفعيل دور الشباب في الحياة الحزبية والسياسية، والتوظيف الإعلامي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال (فيديوهات، بودكاست) لنقل التاريخ بطرق مشوقة، والتعليم والثقافة عبر تحديث المناهج المملة وتقديم المعلومة الصحيحة بأسلوب مشوق، واحداث تغيرات جذرية في التراث والفنون، وتوثيق الفن الشعبي وربط الشباب بالأرض.
بدوره، قال الدكتور الضرابعة إن الذاكرة الوطنية ليست مجرد استذكار للماضي بل هي جسر لبناء المستقبل ومسؤولية مشتركة، مؤكدا على دور الثقافة في بناء الهوية الوطنية، مضيفا أن حماية الذاكرة مسؤولية مشتركة بين الأجيال.
وفي نهاية الندوة، كرم رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومدير معرض عمان الدولي للكتاب المشاركين في الندوة.