"وطن يجمعنا وملك يوحدنا"

نبض البلد - د. عمّار محمد الرجوب


في زحمة الأيام، نجد أنفسنا أحيانًا نصارع أمواج الاختلافات البشرية، نغرق في تفاصيل صغيرة تفرقنا، متناسين أن التعايش بيننا هو المعجزة التي تجعلنا نقف على أرض واحدة، ننبض بروح واحدة، ونحيا بحب يتجاوز الأنا. التعايش ليس خيارًا، بل هو أصل الوجود، جذر السلام الذي يحفظ للوطن استقراره وللناس كرامتهم.

الوطن ليس مجرد حدود مرسومة على خارطة، بل هو نبضٌ في قلوبنا، ورائحة الأرض بعد المطر، وسلامٌ يزرعه الملك في أرجاء قلوبنا. في حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حين قال: "لا نجاح لوطن إن لم يتكاتف أبناؤه." نجد المعنى الحقيقي للوطنية؛ فالوطن وطنٌ بالجميع، ولكلّ من يحمل في داخله حبه وأمانته.

حب الوطن ليس مجرد كلمات تُقال، بل فعلٌ يُرى. هو أن تحمل حلم وطنك على كتفيك، أن تحميه كما تحمي بيتك، وأن تصنع من كل يوم قصة تضيف إليها لبنةً من الإخلاص والعطاء. التعايش بيننا هو السبيل لبناء وطنٍ متماسك، يشبه الفسيفساء التي تزداد جمالًا حين تترابط قطعها بألوانها المختلفة.

الوطن أرضٌ نعشقها وننتمي إليها، ومليكنا هو القلب النابض الذي يحرك هذا الانتماء، يصوغ من أحلامنا رؤية، ويقودنا إلى مستقبلٍ نفاخر به العالم. ‏فلنكن كالغيم يحمل الخير للجميع دون تفرقة، كالشجر يعانق الأرض ليحميها، وكالنجوم التي تهدي الطريق في ظلمات الأوقات.

"الوطن ليس مكانًا نعيش فيه، بل حياة تسكننا." فإن كان الوطن روحنا، ومليكنا قائدنا، فلنكن نحن الجسد الذي يُترجم هذا الحب إلى أفعالٍ خالدة.