الادارة الامريكية والارادة الاردنية

نبض البلد -
 
على خلفية الحرب على غزة وما قدمة الاردن من دعم غير مسبوق لاهلنا في غزة ومواقف الاردن السياسية في كافة المحافل الدولية والموقف الخاص بجلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية وابراز الموقف العدواني لاسرائيل في  قطاع غزة وفضح الممارسات الاسرائيلية في الضفة والقطاع وعلى ضؤء الأضرار الجسيمة التي لحقت بحزب الله، وسقوط نظام الأسد، وانسحاب القوات الموالية لإيران من سوريا، لاسيما الحرس الثوري، فإن الضفة الغربية والحدود مع الأردن أصبحت الشغل الشاغل لليمين الاسرائيلي وأصبح اليمين الاسرائيلي المتطرف يشكل تهديدا مباشرا للاردن والمطالبة باعادة أحياء صفقة القرن .
لكن يبقى التساؤل الأهم والأبرز في كيفية مواجهة الأردن للصفقة، خاصة وسط تصريحات سابقة لترامب، خلال أحد مؤتمراته الانتخابية في أغسطس/ آب الماضي، عندما قال: "إن مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخارطة، ولطالما فكّرت كيف يمكن توسيعها".
المتابع لخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني  في افتتاح البرلمان ، يدرك أن المملكة متيقظة لتلك المخططات، حيث كان حديثه بمثابة رسالة واضحة وصريحة برفض أي إجراءات محتملة.
وقال جلالة الملك عبد الله: "نحن دولة راسخة الهوية، لا تغامر في مستقبلها وتحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، فمستقبل الأردن لن يكون خاضعا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه".
وبالتالي فأن الاردن وبكافة المستويات يرفض صفقة القرن بكافة أشكالها وبذات الوقت متيقن الى الاخطار القادمة والاطماع الاسرائيلية وخطر اليمين المتطرف الاسرائيلي بما فيهم جبهة العمل الاسلامي حيث رفض حمزة منصور الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية في البحث عن حلٍّ للقضية الفلسطينية، قائلا إن "صفقة القرن تعتبر تصفية للقضية الفلسطينية وحق العودة، وجاء ترامب مرة أخرى لتعزيز هذه الفكرة، والعمل لتنفيذ هذا المشروع".
 
داعيا الدولة الأردنية -بكل مكوناتها- أن تأخذ كل احتياطاتها واستعداداتها "من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، وتقوية القوات المسلحة الأردنية لكي نتصدى جميعا للمشروع الصهيوني المدعوم أمريكياً ، والذي يهدف لتهجير الشعب الفلسطيني إلى الأردن، وهو مشروع خطير يستهدف الأردن وفلسطين معا".
وعبر الأردن عن رفضه لخطة السلام الأميركية باعتبارها "تهديدا للحقوق الفلسطينية المشروعة وفق القرارات الدولية، وتهديدا لاستقرار وأمن المنطقة."
وشدد الاردن على أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967.
اذا الاردن قيادة وشعباً حكومة ومعارضة يجمعون على رفض المساس بالهوية الوطنية الفلسطينية ورفض صفقة القرن ومشروع اليمين المتطرف الاسرائيلي ورفض تهجير فلسطيني الضفة الغربية الى الاردن او المساس بالقدس والمقدسات وبالتالي فأن كافة فئات الشعب الاردني يقف خلف جلالة الملك ضد المشروع الصهيوني وأفكار ترامب التي تأتي على حساب الاردن وفلسطين .
ان الاردن يحتاج الى تعزيز الوحدة الوطنية والى اعادة انتاج البرلمان بحيث يتم اعادة تشكيل لجنة المنظومة السياسية لاعادة الحوار مع كافة أطياف المجتمع الاردني وبحث الاخطار والحلول المستقبلية واعتبار البلد بكافة فئاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مرحلة  عصف ذهني لانتاج حلول وبرامج اردنية لمواجهة الاخطار القادمة .
المحامي عماد الشرقاوي