نبض البلد -
بقلم: الشاعر والقاص طارق قديس
إن كنت تبحث عن رواية تتحدث عن الهوية الفلسطينية وصراع الوجود في زمن الانتداب البريطاني، فعليك ب"العاشق الذي ابتلعته الرواية".
أما إن طاب لك أن تقرأ رواية تعيد سرد حكاية (روبن هود) بنسخة فلسطينية، فلن تجد أفضل من "العاشق الذي ابتلعته الرواية". فلقد استدعى الكاتب شخصية "ظريف الطول" من التراث الشعبي، وربطها باحتراف بالميثولوجيا الكنعانية: بأسطورة الإله عليان بعل، وقدمها للقارئ بثوب فروسي أسطوري جديد.
كما أن الزمن يتبعثر بإتقان في هذه الرواية، فينتقل بين الماضي والحاضر والمستقبل بأسلوب بليغ، يتلون فيه الرواة ويتبدلون بين الراوي العليم والراوي المشارك في الحدث والراوي البليغ. إن القارئ أمام فرصة ذهبية لقراءة عمل محكم اختلطت فيه السياسة بالتراث وبالعشق اسمه: "العاشق الذي ابتلعته الرواية".
إنها رواية عن حب متعدد الأقطاب: حب الوطن، حب العائلة، وعن الحب الأسطوري. استدعي من هذه الرواية عبارات تضيء على تميز الكاتب في اللغة والأسلوب والمضمون:
ـ " .. نقل إليه خبرا جلب الربيع إلى قلبه"
ـ "سهرنا معا تحت كرمة تدلت عناقيدها الناضجة، وتسلل من بين أوراقها ضوء القمر كأنه دنانير فضية تفر من البنان!"
- "بمفاجأة العدو يكمن النصر".
- "الكل يريد الأرض ليصبح سيدا".
"العاشق الذي ابتلعته الرواية" استدعت مأثورات وحكايا شعبية قديمة ومؤسطرة حبكها بأناقة وسلاسة الكاتب أسيد الحوتري.
.
يذكر أن هذه هي الرواية الثانية للحوتري بعد "كويت بغداد عمّان" التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة كتارا عن الروايات المنشورة لعام ٢٠٢٣. كما له أحد عشر عمل منشور في القصة والرواية والنقد الأدبي وعلم الاجتماع.