نبض البلد - انعقاد المجلس الوزاري العربي السادس عشر برئاسة الاردن
برعاية دولة رئيس الوزراء انطلقت اليوم الأربعاء 27 تشرين ثاني 2024 في قصر المؤتمرات - البحر الميت أعمال وفعاليات المؤتمر العربي السادس للمياه والمجلس الوزاري العربي السادس عشر حيث افتتح مندوب رئيس الوزراء وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود فعاليات المؤتمر بحضور عدد من وزراء المياه والري وبمشاركة نخبة من وزراء المياه والري العرب ووعد من المنظمات الإقليمية والدولية الشريكة و الخبراء والباحثين والمتخصصين في قضايا المياه من مختلف الدول العربية بالإضافة لمشاركة السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية والتي تعكس التزام جامعة الدول العربية العميق في دعم قضايا الأمن المائي وتعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات المشتركة ، لمناقشة تحديات المياه العربية وتعزيز أوجه التعاون العربي المشترك وتتزامن اعمال الدورة مع المؤتمر العربي السادس للمياه الذي يعقد تحت شعار الحوكمة نحو تحقيق التنمية المستدامة في المياه" ويستمر لمدة يومين 27-28 تشرين ثاني 2024 .
واستعرض المهندس أبو السعود الواقع المائي العربي كونه الأكثر تحديا خاصة وان 60% من مصادره المائية تنبع من خارج الحدود العربية ، إضافة لما تَشهده المنطقة العربية من احتباس حراري وتفاقم مشكلة الشح المائي وإستنزاف الموارد المائية والصراعات الإقليمية واثرها على موجات اللجوء ، مؤكدا ان دراسات الامم المتحدة قد بينت ان 12 دولة عربية هي دون خط الفقر المائي الحاد البالغ 500 م3 بالعام حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية ، وان 22 دولة عربية هي الأكثر فقرا وندرة بالمياه مصادرها المائية القادمة من خارج الحدود مهددة بسبب الإجراءات التي تتخذها دول المصدر داعيا الى تكاتف الجهود لايجاد الحلول وتنفيذ مبادرات مائية عربية مشتركة وزيادة الوعي بأهمية المحافظة على المياه وتعزيز الحاكمية الرشيدة وتوسيع دور مؤسسات البحث العلمي العربية في إيجاد الحلول وتوسيع الاستفادة من الطاقة المتجددة في مشاريع تحلية المياه وتوسيع استخدام مواردنا المحلية في تنفية مياه الشرب وزيادة برامج الحصاد المائي وتحقيق التكامل بين الامن الغذائي والمائي والبيئي والتوسع في استخدام الموارد المائية غير التقليدية وبناء استراتيجية مشتركة لضمان الامن المائي العربي .
وشدد وزير المياه والري في كلمته على اهمية ايجاد سياسات فاعلة تكفل تحقيق نهج ادارة متكاملة للموارد المائية العربية ليشمل تنسيق الجهود العربية على نحو مستدام في ادارة موارد المياه السطحية والاحواض المائية المشتركة وتعزيز رقمنة المؤسسات المائية ، وخلق ممارسات ادارية صحيحة ومستدامة لموارد المياه ، لتعزيز دور المواطن في حماية المقدرات المائية ووقف الاستخدامات غير المشروعة ومساهمته الايجابية في الوفاء بالالتزامات المترتبة عليه ليكون رديفا اساسيا في انجاح السياسات المائية الوطنية ، وتحقيق التكامل بين الغذاء والمياه والطاقة والبيئة وزيادة الاعتماد على المصادر غير التقليدية وإعادة استخدام المياه المعالجة.
وزاد المهندس أبو السعود ان وضع اهداف تناسب مشاكل المنطقة مثل ربط قضايا المياه بالأمن والسلم الاقليمي ، ووضع خطط كفؤة في ادارة الطلب على المياه ، وتعزيز دور القطاع الخاص واشراك المنظمات المحلية والدولية المعنية في خلق حالة وعي بأهمية دور الافراد والمجتمعات في ادارة موارد المياه والطاقة ودعم البحث العلمي لدراسة الواقع المائي العربي وتقلبات المناخ وتكنولوجيا التحلية وغيرها يعد أولوية هامة ، مؤكدا على أهمية الخروج بتوصيات قابلة للتطبيق ووضع الأطر اللازمة لإخراجها لحيز الوجود من خلال برامج عملية وربط المخرجات بالمتطلبات الوطنية العربية ضمن برامج ومشاريع واقعية فاعلة .
وأضاف الوزير ان الأردن حقق نجاحات ملموسة في انجاز نماذج ومبادرات ريادية في شراكة المجتمع المحلي والقطاع الخاص في تحسين إدارة المياه وخفض الفاقد وتوسيع الاستفادة من المياه المعالجة كمصدر مستدام ويسرع الخطى في انجاز مشروعا استراتيجيا وطنيا لتحلية مياه البحر الأحمر ( الناقل الوطني ) لتامين الاحتياجات المائية ورفع كفاءة مياه الري ورفع الوعي المائي على مختلف المستويات .
ودعا المهندس رائد أبو السعود الوزراء العرب الى مزيد من التعاون الاقليمي العربي العربي من خلال تعزيز ادارة المياه فيما يتعلق بالشفافية والمساءلة والتماسك والتكامل وترسيخ سيادة القانون بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية.
وعبر وزير المياه والري رئيس الدورة السادسة عشرة للمجلس الوزاري العربي عن شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية على استضافتها للمجلس الوزاري العربي الخامس والمجلس الوزاري العربي السادس عشر مؤكدا التزام الأردن ببذل كل الجهود لإنجاح العمل العربي المائي المشترك .
من جانبه، دعا الأمين العام المساعد رئيس الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، إلى تعزيز التعاون بين جميع دول المجلس؛ لتحقيق الأمن المائي العربي، والحفاظ على الحقوق المائية العربية، إلى جانب تعزيز سياسات التكيّف والحد من أخطار الكوارث المائية، وتقوية جهود الابتكار في مجال تقنيات المياه والاستدامة، مع ضرورة توحيد الجهود بشان ما تشهده غزة والاراضي الفلسطينية ولبنان ، كما دعا الى ضمان استدامة الموارد المائية، منوّهًا بدور وزراء المياه العرب الفاعل في الاجتماعات المشتركة ، وتفعيل الحلول العابرة للقطاعات، في ظل تنامي الوعي بأهمية الترابط بين أمن المياه والغذاء وعلاقتهما بأمن الطاقة.
وعقد المجلس الوزاري العربي السادس عشر اجتماعا ضم معظم الدول العربية حيث ناقش عدد من القضايا المائية العربية وجهود الدول في ايجاد حلول لها .
رئيس المجلس وزير المياه والري المهندس رائد ابو السعود اكد إن انعقاد المجلس الوزاري العربي للمياه السادس عشر في هذا التوقيت يؤكد التزامنا المشترك بتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المائية المتزايدة في منطقتنا، وتعزيز التعاون لتحقيق الأمن المائي والتنمية المستدامة وشكر الأمانة العامة للمجلس الوزاري العربي للمياه والمملكة العربية السعودية على رئاستها لهذه الدورة و جهودها في تعزيز التعاون العربي في مجالات المياه المختلفة، وتقديم رؤى طموحة ومبادرات نوعية ساهمت في تعزيز العمل العربي المشترك ، منوها ان المملكة الأردنية الهاشمية تلتزم بالعمل لتعزيز التكامل الإقليمي، وتطوير الحلول المبتكرة، وتنفيذ السياسات التي تضمن الاستدامة في إدارة مواردنا المائية.
وتحدث كل من وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودي عبد العزيز الشيباني رئيسة المؤتمر الخامس في الرياض مشيدا بنجاح وحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال في المؤتمر مؤكدا اهمية تكاتف جميع الدول في ايجاد الحلول و مشددا على تواصل دعم السعودية لانجاح ودعم قضايا المياه العربية ، كما تحدث كل من وزير الموارد المائية المصري د. هاني سويلم و وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض و وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب و وزير الموارد المائية السوداني م.ضوالبيت منصور ووزير المياه والبيئة اليمني م. توفيق عبد الواحد ووزير الموارد المائية الفلسطيني د. زياد ميمي و رئيس المؤسسة العامة القطرية م. عيسى الكواري وم. احمد الكعبي وكيل وزارة الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل الاماراتي وم. صديقي مصطفى وكيل وزارة الموارد المائية الجزائرية وممثل وزير التجهيز والماء المغربي السفير لدى الاردن فؤاد أخريف مستعرضين الواقع المائي والتحديات واثار التغيرات المناخية والعدوان الاسرائيلي على لبنان وغزة والضفة الغربية وجهود الدول في مواجهتها ومبادراتها لتعزيز الابتكار ومواجهة الاجهاد المائي كمبادرة محمد بن زايد الهادفة لايجاد حلول لمشكلة نقص المياه ووضع اسس مائية عربية مشتركة وتفعيل استراتيجية المياه العربية .
واقر المجلس عددا من القرارات وعددها ٢٦ قرارا متعلقة بالشان المائي العربي ، وقرر المجلس رفع برقية الى صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني مشيدين بجهود جلالته والاردن في دعم قطاع المياه العربي وحسن الضيافة والوفادة .
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهمية الحوكمة في قطاع المياه كعامل رئيسي لتحقيق استدامة الموارد المائية، وضمان التوازن بين تلبية احتياجات السكان من المياه والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة. ويناقش المشاركون تحديات المياه في العالم العربي، بما في ذلك ندرة الموارد المائية، وتأثيرات تغير المناخ، وسبل تعزيز التعاون الإقليمي لإدارة المياه المشتركة.
يتضمن جدول أعمال المؤتمر جلسات حوارية وعلمية تُبرز تجارب المملكة الاردنية وتجارب الدول العربية الناجحة في تحسين إدارة الموارد المائية، بالإضافة إلى استعراض أحدث التقنيات والحلول المبتكرة في هذا القطاع ومناقشة السياسات، وبلورة الرؤى التي تسهم في تعزيز التعاون العربي المشترك نحو إدارة موارد المياه بطريقة تعزز التنمية المستدامة وتلبي احتياجات شعوبنا في المستقبل، والخروج بنتائج ملموسة وتوصيات عملية تسهم في تطوير السياسات والأنظمة التي تضمن إدارة المياه بشكل يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة وذلك من عدة محاور سيناقشها الخبراء تشمل الحوكمة واسترداد الكلف وتعزيز الشراكات والادارة المتكاملة للمياه في ضوء التغيرات المناخية واتمتة مرافق المياه والترابط بين بين المياه –الطاقة –الغذاء- النظام البيئي والمياه غير التقليدية.