نبض البلد -
بقلم: الإعلامية زينب أنطاكي
رئيس تحرير صحيفة عيون الإلكترونية
يمثل الإبداع والابتكار شعلة النجاح لأي فكرة حاولت الخروج لأرض الواقع، ودعم ذلك الابداع بالجودة والاتقان لتكتمل الفكرة وتخرج لحيز التميز والتألق، فالتفكر والتدبر في أي فكرة يعمل على الإبداع في إخراجه بالشكل اللائق، كما أن العمل على خلق بيئة محفزة لذلك الإبداع يسارع في دعمه وانتاجيته.
فالإبداع والابتكار عالم غير محدود وغير مقيد بنمط معين، فهو فضاء واسع للجميع والكل يدلو فيه بدلوه، من التلميذ في صفه وحتى المتقاعد عن عمله، وفي خضم التسارع الذي يشهده عصرنا الحاضر أصبح الإبداع والابتكار ليس حكرًا على عمل معين، فالجميع بإمكانهم أن يبدعوا في مجالاتهم.
ومن أهم مجالات الإبداع والابتكار هو ذلك الابداع في المجال الإعلامي الذي يسعى لخلق منظومة إعلامية متميزة يحث على دفع تطور المحتوى الإعلامي بالإضافة إلى تطوير المنصات الإعلامية المختلفة وتقنياته المتعددة، بالإضافة لدور الذكاء الاصطناعي في الوسائط الإعلامية المتنوعة.
ويهتم الإبداع الإعلامي على مجموعة من المستويات الإبداعية التي تهتم بتقوية القوى الإعلامية ليجعله قادرًا على إنتاج مواد إعلامية ترتقي لذائقة الجماهير، وتلك المستويات تساعد على إيجاد بيئة إعلامية قادرة على التواصل مع الجماهير بكافة أنماطهم وسلوكياتهم ومجتمعاتهم، بدءًا بالإبداع التعبيري الذي يقوم بتطوير الأفكار الإعلامية من صحفية وإذاعية وتلفزيونية كما يساعد على الابداع في الكتابات والرسومات، ثم الإبداع الإنتاجي أو التقني، والإبداع الابتكاري في تحديد المواد الإعلامية التي تعرض على الجمهور وتطرح معلومات وحقائق إعلامية بطريقة مبتكرة تؤثر في محتواها على الوسط المتلقي، إضافة إلى الإبداع التجديدي في المحتوي أو المواد الإعلامية، والإبداع النوعي والذي يساعد على صياغة المادة الإعلامية الإبداعية بطريقة متميزة يجذب الجمهور.
والإبداع في المجال الإعلامي ليس بالضرورة في الخروج عن المألوف ولكنه في تقديم العمل الإعلامي باحترافية وابتكار، وبطريقة إبداعية للوصول إلى أعماق المتلقي، وتقديم نماذج المواد الإعلامية المختلفة بطريقة متميزة عن البقية وتقديم نص إعلامي يليق بصانعه.
وفي زخم الميدان الإعلامي بالمبدعين والمبتكرين أطلقت المملكة العربية السعودية جائزة التميز الإعلامي وهي جائزة سنوية تحتفي بالإعمال الإعلامية الإبداعية في مختلف المناسبات الوطنية والمجالات المتعددة، حيث تُكرم المؤسسات والشخصيات ذات البصمات والجهود النوعية، والجائزة بالشراكة مع برنامج تنمية القدرات البشرية وتدعم مجالات متعددة منها: الصور الفتوغرافية، والفيديو الإبداعي، والمنتج التلفزيوني، والأغنية الوطنية، والمقال الصحفي، والحوار الصحفي، والإذاعة، والبودكاست، بالإضافة إلى التغطية الرقمية لموسم الحج، وكذلك أفضل حساب مؤثر.
هذا الدعم للمبدعين في المجال الإعلامي يُخرج للوطن إعلاميين أكفاء، وشخصيات داعمة للعمل الإعلامي بشتى أنواعه، ويطور المنظومة الإعلامية وينشأ جيلاً أكثر وعيًا وثقافة، ويرقى بالذائقة الفكرية لدى المتلقي.